Tuesday, September 8, 2009

تذكيرة رمضان



الحمدلله، نبدأ دراستي اليوم في المعهد بالأقول القيمة من الفاضل الأستاذ عبد الرحيم.. هيا نقرأ معا و اتخاذ العبرة منها

جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجة عن أسامة بن زيد رضي الله عنه يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم : ( ألا من مشمر للجنة، فإنه الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد في دار سليمة، وفاكهة وخضرة، وحبرة ونعمة في حلة عالية بهية، قالوا نعم يا رسول الله، نحن المشمرون لها، قال: قولوا إن شاء الله، قال القوم إن شاء الله )

كان الوقت تجري سريعا يتركني.. و الآن وصلنا الى وسط هذا الشهر الكريم. رمضان، مجئه ترحيبا و الوداع به حزينا. هل نقابل مرة أخرى في السنة الأتية؟؟

ها هو ذا البيان للحديث العرض

ها هوشهر رمضان يدعونا لذلك، فهيا بنا نشمر ونجتهد ونهجر فراشنا ونوقظ أهلنا، ونرفع راية الجهاد ضد أنفسنا، وضد رغباتنا، ونعد أنفسنا لجهاد طويل مع أعداء البشرية ونعمل على أن:
1- نحافظ على أداء الصلوات فى المسجد، ونتذكر أن من صلى أربعين يومًا في المسجد لا تفوته تكبيرة الإحرام، كُتبت له براءة من النار، ورمضان فرصة لتحقيق هذا الهدف العظيم.
2- نحرص على إحياء السنن التي كثيرًا ما ننشغل عنها، مثل: الجلوس في المسجد، ذكر الله، تلاوة القرآن، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، التبكير لصلاة الجمعة.
3- ختم القرآن أكثر من مرة، مرة في البيت مع الأولاد والزوجة، ومرة في المسجد، ومراجعة المحفوظ، إن كنا قد نسيناه، ولنتذكر جميعًا أن صاحب القرآن يقال له يوم القيامة: اقرأ ورتل وارقَ كما كنت تفعل في الدنيا، فمنزلتك عن آخر آية تقرأُها، ولنعلم أن من ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب.
4- المحافظة على صلاة التراويح، والتبكير إليها في المسجد، والحرص على الصف الأول، ولا ننصرف حتى ينصرف الإمام، ولنصحب معنا الزوجة والأولاد، كلما تيسر ذلك.
5- الإقلال من الطعام والشراب، والنوم، والكلام، والسيطرة على اللسان، ولا نصوم على الحلال، ونفطر على الحرام، من غيبة ونميمة وأذى للناس، وجو رمضان من أنسب الأجواء التي تعيننا على هذا؛ حيث الصيام بالنهار والقيام بالليل، والقرآن غض طري على ألسنتنا، ويملأ جوانب النفس، والشياطين مصفدة وأبواب الجنة مفتحة، وأبواب النار مغلقة.
6- التنافس مع الأهل والأولاد في العبادات، ورصد الجوائز لذلك، ولا نرهق الزوجة بالإكثار من إعداد الطعام والولائم، فرمضان شهر التسابق في ميدان آخر، وليس شهر التلذذ بطيب الطعام والشراب.
7- لنذكر الفقراء والمساكين، والأيتام والأرامل في هذا الشهر تذكرةً عمليةً، فنسارع إلى إطعامهم ونشاركهم فيه، ونشعرهم بأخوتنا لهم، وهناك من إخواننا المكروبين والمعذبين في كل مكان من البلدان الإسلامية من يقاسون الحرمان والظلم والاضطهاد، لا بد من العناية بهم.
8- الحرص على بر الوالدين، وإجابة طلباتهما، والعمل على راحتهما، والإكثار من الدعاء على من تُوفي منهما { وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [ الإسراء: من الآية 24] ولا ننسى الأرحام، ونتفقد الأقارب، ونسأل عن الغائب، ونعود المريض.
9- ليكن شهر رمضان فرصةً للعفو والصفح والصلح، حتى مع الذين أساءوا إلينا، يقول صلى الله عليه وسلم : ( ليس الواصل بالمكافئ.. لكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها ) وفي الحديث يقول أحد الصحابة: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأتحبب إليهم ويتبغضون إلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لئن كنت كما تقول فإنك تسفهم المل) أي تلزمهم الحجة، ولنحرص على سلامة صدرونا تجاه الآخرين، ولنكن نحن البادئين بالسلام والتحية.
10- التعود على الإنفاق، وإن كان قليلاً، ولنتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان ( أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان ) .
11- محاسبة النفس على ما مضى من أعمال، وخاصةً التقصير في العبادات، والتقصير في الجوانب الإيمانية، ونسأل أنفسنا: هل كنا مداومين على التوبة؟ وهل نحن نخشى الله حق خشيته؟ وهل نحن نتوكل عليه حق التوكل؟ وهل نتحاكم إليه حين نتخاصم؟ كما نحاسب أنفسنا على الجانب الأخلاقي والسلوكي، هل نحن نؤدي الأمانة؟ وهل نفي بالوعد؟ وهل نقبل العذر؟ وهل نحرص على الصدق؟ وهل نسارع إلى خدمة المحتاجين؟ وهل نخف لنجدة الملهوف ونصرة المظلوم؟ وهل نؤدي حقوق الآخرين؟!
فإن وجد المسلم أنه انحرف عن الطريق صحَح المسارَ { كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [ الإسراء: من الآية 14 ] "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم".
12- يجب الإكثار من الدعاء والتضرع، والوقوف بباب الله، وقرع الأبواب "فدعاء السحر سهام القدر" وعسى الحق تبارك وتعالى أن يفك أسرى المسلمين وأن يرد غائبهم، وأن يفرج كروبهم، ولنكن في دعائنا دعاء المضطر، المشرف على الغرق، الذي لا ينجيه إلا تعلقه بالحبل المتين والركن الشديد، الفعال لما يريد، القائل { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [ البقرة: من الآية 186 ] يقول سيدنا عمر: "إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء".
13- استصحاب نية الاعتكاف في العشر الأواخر، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضانُ فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب جهنم، وصُفدت الشياطين، ونادَى مناد من قبَل الحق سبحانه: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ) [ متفق عليه ]

هيا أصدقاء..
نتخذ هذه الفرصة الذهبية لكثرة أعمالنا حتى نكون من المشمرين


نحو مرضات الله ابدا
والله أعلم بالصواب

No comments: